بسم الله الرحمن الرحيم
أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور و تتذاكر أم لا ؟
قال الشعبي : جاء رجل من الأنصار وهو يبكي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
( ما يبكيك يا فلان؟ فقال : يا نبي الله و الله الذي لا اله إلا هو لأنت أحب إلي من أهلي ومالي والله الذي لا اله إلا هو لأنت أحب إلي من نفسي , و أنا أذكرك أنا و أهلي فيأخذني كذا حتى أراك , فذكرت موتك وموتي فعرفت أني لن أجامعك إلا في الدنيا , و أنك ترفع بين النبيين , و عرفت أني إن دخلت الجنة كنت في منزل أدنى من منزلك )
فلم يرد النبي صلى الله علية وسلم شيئا فأنزل الله تعالى :
( ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا ).
و هذه المعية ثابتة في الدنيا و في دار البرزخ و في دار الجزاء , والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة.
وقال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي )
أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم , و هذا يقال للروح عند الموت .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن نفس المؤمن اذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عند الله كما يتلقى البشير في الدنيا . فيقولون : انظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب شديد , فيسألونه ماذا فعل فلان ؟ وماذا فعلت فلانه؟ وهل تزوجت فلانة؟ فإذا سألوه عن رجل مات قبله قال إنه قد مات قبلي قالوا : إنا لله و إنا إليه راجعون ذهب به الى أمه الهاوية , فبئست الأم و بئست المربية.
من كتاب الروح
للإمام ابن قيم الجوزية
__________________